د. نزيه منصور
تاريخ لبنان يشهد أن جماعة نزع السلاح هي السباقة باقتناء السلاح، وكانت أول من استعملته في الداخل اللبناني، والتي أدت إلى حرب أهلية دامت خمس عشرة سنة متواصلة، خلفت الخراب والدمار والتهجير والمجازر، وأعادت البلد إلى أيام الجاهلية، وتربّع أمراء الحرب باسم الدين وهو براء منهم على السلطة بشتى فروعها، وخرجت الميليشيات من الزواريب إلى دهاليز الإدارات والمؤسسات الرسمية بما فيها الأمنية والعسكرية بدعم إقليمي ودولي، وتم اقتسام قالب الجبنة بينها باسم المجالس المتعددة وما أكثرها وشمل ذلك القضاء، وأصبح لكل كيان قضاته هنا وهناك على قاعدة: شيلي تشيلك، بمعنى المقاصة في تبادل المصالح بتعطيني بعطيك وهناك مقولة: على السكين يا بطيخ...!
وإذ بفريق لبناني ينهض من تحت الأنقاض ويتبنى مقارعة العدو بدعم إيراني رافضاً أي صراع داخلي، حيث واجه صعوبات محلية مدعومة إقليمياً، وقدم تضحيات لم يسبقه أحد عليها من أفراد وقادة، ووضع نصب عينيه هدفه الاستراتيجي وهو تحرير الأرض من رجس الاحتلال والعملاء والذي توّج بالنصر المؤزر الذي اعترف به العالم. كما أصرّ على تحرير كامل الأرض والمتمثلة بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والمؤسف أن فريقاً لبنانياً شكك في لبنانيتها رغم الوثائق التي تؤكد العكس...!
حاول العدو في ٢٠٠٦ إعادة اعتبار لجيشه المهزوم لكنه أصيب بالفشل وتكرست معادلة الردع جيش وشعب ومقا.ومة، فتحوّل الجنوب من أقصاه الى أقصاه، إلى واحة من الأمن والأمان والعمران والحيوية في شتى المجالات، وتضاعفت قدرات المقا.ومة حتى كان السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ أو ما عُرف بطوفان الأقصى، واندلعت الحرب على غزة، واستغاث أهلها بعد أن تخلى عنها بنو جلدتها من العرب والمسلمين وأهل السلطة الفلسطينية، فما كان من الأمين وصحبه إلا أن لبوا النداء من دون تردد، واستطاعوا أن يلحقوا بالعدو الخسائر العسكرية والأمنية والاقتصادية والتهجير وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان المؤقت وتصيبه في غرفة نومه، رغم التفوق العسكري والدعم الأميركي والأوروبي والعربي الفاضح، مما دفع بالعدوان إلى استهداف البيئة الحاضنة لهذه الأيقونة الوطنية...!
وإذ بفريق نزع السلاح يلبي رغبة العدو، ويشن حملات عبر أبواقه الإعلامية والبشرية التي تصرخ ليلاً نهاراً لنزع السلاح وبث سموم لها أول وليس لها آخر منها:
ما بتشبهونا ...
فلوا عنا ....
دعوة العدو لمزيد من العدوان....
يا جماعة نزع السلاح انزعوا أسباب حمل السلاح، عودوا إلى معلميكم أو إلى حلفائكم كي لا يُخدش شعوركم واطلبوا منهم انسحاب الكيان من الأراضي اللبنانية، وسلحوا الجيش اللبناني الأعزل الذي قد يتحول إلى رهينة على الحدود مع العدو بسبب إمكانياته المتواضعة والتي لا تتعدى وسائل النقل، ارحموا الأبناء والأخوة من أفراد ورتباء وضباط الجيش اللبناني، عندئذ لا يشكل السلاح عقبة بل يمنح ويوهب للجيش اللبناني وتبقى المقا.ومة العين الساهرة إلى جانب الجيش والشعب...!
ينهض مما تقدم، أن فريقاً لبنانياً يصر على منح العدو تنازلاً مجانياً دون أي ضمانات، ويضع الجيش اللبناني لقمة سائغة من دون أي إمكانيات تؤهله لمواجهة الخطر الداهم...!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذا الاصرار من قبل البعض على تسليم السلاح؟
٢- لماذا لا يطالب بانسحاب العدو من المواقع المحتلة ويتجاهل مزارع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟
٣- على ماذا يراهن هؤلاء؟
٤- هل يراد إحراج الحكومة والرئيس وحشرهما في الزاوية وهما يحاولان تدوير الزوايا؟
نائب سابق ومحامي